وداعا يا حبيبى

وداعًا يا سويعـات التلاقـي

فقد بسط الرحيل يـد الفـراق

وهذا الموت قد ألقى عصـاه

بساحتنـا فما غفـت المآقـي

تسلَّل خـفية فاسـتل منــا

منـانـا ثـم آذن بانطــلاق

فما جفت لنا أبـدًا دمــوع

وسام صدورنا غصص احتراق

وضاقت في نواظرنا رحـاب

تتيـه بهـن أجنحـة البـراق

وصارت بعده الأرواح ترغو

وتشهق مثل من بلغ التراقـي

وصار الخصب من حزن محولا

وإشراق الحيـاة إلى محـاق

بكاه الخلق من إنـس وجـن

وكل الأرض والسبع الطباق

بكاه الكون من ميـت وحـي

وقاربت السماء على انطباق

فنوحي يا حمائـم كل وقـت

وزيدي من أنينك يا سواقـي

تقطَّع يـا فـؤاد ولا تكفـي

عن الدمع الحرور أيا مآقي

أمـا كان الضياء لكل ليـل

وكـان لكل داء خيـر راق

أما كان النسيم العذب يسري

فيبعث روحنا بعـد اختنـاق

أما كان الحياة لكل حــي

فما للموت عجـل بالعنـاق

فيـا ربَّاه أدركنـا فإنــا

شربنا الحزن ألـوان المذاق

وأصبحنـا قطيعًا دون راع

عطاشى لم نجد في الكون اشتياق

تهيم إلى لقائـك يـا حبيبي

لتسقيها من الكأس الدهـاق

فلا تظمأ ولا تشقى وليست

ترى أبدًا سوى فرح التلاقي

حبيبي لم يمت فينا ضيـاء

تركت لنا منابعـه البواقـي

سنجعله سبيلاً مـا حيينـا

وشرع الله ما بين التراقـي

_________________

حاصل على وسام القلم المميز لتميزه بقسم الادب والفنون والشعر